دعت الجمعية الكويتية لحماية البيئة إلى إنشاء شبكة عربية لرصد ابيضاض المرجان والاستفادة من البيانات المشتركة في عمل دراسات دورية للوقوف على حالة الشعاب المرجانية في الوطن العربي فضلا عن دعم مشاريع الاستزراع المرجاني في مختلف البلدان العربية التي يتواجد بها المرجان.
جاء ذلك ضمن حزمة توصيات قدمتها أمين عام الجمعية جنان بهزاد خلال مشاركتها في “منتدى تحالف المجتمع المدني لدعم مبادرة الشرق الأوسط الأخضر” والذي نظمه كل من الاتحاد الدولي للمسؤولية المجتمعية والمركز العالمي للتنمية المستدامة برعاية فخرية من صاحب السمو الملكي الأمير اللواء الدكتور عبدالعزيز بن ناصر بن عبدالعزيز آل سعود السفير الدولي للمسؤولية المجتمعية، وشاركت بهزاد بمحاضرة بعنوان “العوائد من جهود مكافحة تغير المناخ على البيئة في منطقة الشرق الأوسط” ضمن 27 أكاديميا وخبيرا عربيا تناولوا خلال جلسات المنتدى رؤاهم في دعم مبادرات حماية الأرض والطبيعة لتعزيز جهود التنمية والمستدامة.
وأكدت جنان بهزاد أن مبادرة الشرق الأوسط الأخضر جاءت لمكافحة أسباب تغير المناخ بشكل عام، لافتة إلى أن تحديات الأمن القومي تجتاح دول المنطقة وتسعى المبادرة إلى معالجتها بشكل صحيح دون أي مزيد من التأخير، مشيرة إلى أن “منطقة الشرق الأوسط معرضة بشكل خاص لمثل هذه الآثار بسبب بيئتها القاحلة وشبه القاحلة، حيث تواجه تحديات مناخية مثل قلة هطول الأمطار وارتفاع درجات الحرارة والتربة الجافة (التصحر)، فضلا عن أن جميع الدراسات العالمية على قضايا الاحترار العالمي وارتفاع منسوب مياه البحر وتأثير التغيرات المناخية على الموائل الطبيعية والاقتصاد والسكان تشير إلى أن جزءا من منطقة الشرق الأوسط معرض لخطر أن يصبح غير صالح للسكن قبل عام 2100، بالإضافة إلى أن الغازات الدفيئة تحبس المزيد من الطاقة من الشمس وتمتص المحيطات مزيدًا من الحرارة، مما يؤدي إلى زيادة درجات حرارة سطح البحر وارتفاع مستوى سطح البحر، وستؤدي التغيرات في درجات حرارة المحيطات والتيارات الناتجة عن تغير المناخ إلى تغيرات في أنماط المناخ حول العالم”.
وأضافت بهزاد أن “الاحترار العالمي للمحيطات وذوبان الأنهار الجليدية باستمرار أدى إلى الارتفاع العالمي في مستوى سطح البحر خلال نصف القرن الماضي”، وقالت إنه “من المتوقع أن يؤثر ارتفاع مستوى سطح البحر بشكل مباشر على سلامة ومستويات المعيشة لملايين من سكان المدن الساحلية في العالم العربي في العقود القادمة، وتشكل التهديدات غير مسبوقة لمعظم العواصم العربية مع عواقب اجتماعية واقتصادية خطيرة”.
وتناولت أمين عام جمعية البيئة في محاضرتها المناطق التي تفقد أنواعًا من الأسماك بسبب تغير المناخ، وكيفية الحفاظ على رئة البحار من الاندثار، و نواتج زيادة حموضة مياه المحيطات، مشيرة إلى أن حمض المحيطات أمر لا مفر منه مع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الحالية، وانخفاض إنتاجية الشعاب المرجانية ومقاومة أقل لأمراض الشعاب المرجانية، وتتسبب زيادة درجة حرارة سطح البحر بمقدار درجة مئوية واحدة عن الحد الأقصى في إجهاد حراري وابيضاض المرجان، لذا فمن المتوقع فقدان التنوع البيولوجي المرجاني، كما أنها استعرضت في جانب من محاضرتها أهمية دعم وتعزيزبناء القدرة على الصمود في وجه تغير المناخ.
وطرحت جنان بهزاد مجموعة توصيات من أبرزها “إنشاء مركز اقليمي متخصص في مراقبة تأثير تغير المناخ على البيئات المختلفة وبالتحديد البيئة البحرية، فضلا عن تأسيس مؤسسة معنية في تطوير تدابير التكيف لحماية المجتمعات والاقتصادات المحلية والبيئة، ودعت إلى دعم مشاريع الاستزراع المرجاني وانشاء شبكة رصد لابيضاض المرجان والاستفادة من البيانات في عمل دراسات دورية لحالة الشعاب المرجانية، إضافة إلى توحيد الجهود العربية في دراسة حالة مصائد الأسماك ودعم مشاريع الاستزراع السمكي وتحديد مواسم الصيد المناسبة لكل دولة والاشتراك في معاهدة تبادل تجاري تساهل في تقليل الضغط على مصائد الأسماك، إضافة إلى إعادة تنظيم السواحل بما يتناسب مع سيناريوهات ارتفاع منسوب مياه البحار والمحيطات لتقليل فرص الحوادث الناتجة عن غمر السواحل”.