Kuwait Environment Protection Society

حلقة نقاشية نظمتها الجمعية “والكويتية لعلوم الأرض” 3 خبراء كويتيين يبينون “تبعات زلزال تركيا على دولة الكويت”

نظم مركز صباح الأحمد للتدريب البيئي بالجمعية الكويتية لحماية البيئة بالتعاون مع الجمعية الكويتية لعلوم الأرض الحلقة النقاشية (زلزال تركيا وتبعاته على دولة الكويت)، وقدمها د.إلهام اللنقاوي الأستاذ المشارك في علم الجيولوجيا في الهئية العامة للتعليم التطبيقي والتدريب والمتخصصة في علم بصريات وجيوكيمياء الصخور الرسوبية والبيئة، والدكتور محمد حسين نقي أستاذ مساعد في علوم الجيولوجيا في جامعة الكويت والمتخصص في مجال الجيولوجيا البنائية وعضو الجمعية الكويتية لعلوم الأرض، والدكتور عبدالله العنزي مشرف الشبكة الوطنية الكويتية لرصد الزلازل (KNSN) في معهد الكويت للأبحاث العلمية ومدير برنامج دعم متخذي القرارات لإدارة الأزمات وعضو الجمعية الكويتية لعلوم الارض.

وأكدت الجمعية أن “الحلقة ناقشت ثلاثة محاور رئيسية وهي تاريخ الزلازل في الكويت وعرض أسبابها من واقع دراسة بيانات محطة الأبحاث ومدى تأثر دولة الكويت بالزلازل الاقليمية ودراسة حالة زلزال تركيا والأسباب وراءه”

ومن جانبها، استهلت الدكتورة إلهام اللنقاوي بشرح توزيع البؤر الزلزالية حول العالم، مبينة أكثر المناطق تضررا هي المناطق التي تقع ضمن المركز السطحي للزلزال، وأكدت على أنه من المستحيل تحديد وقت حدوث الزلزال ومكان بؤرة الزلزال وشدة الزلزال، ولفتت إلى أن “العلم مهما كان متطورا فلا يمكن تحديد موعد محدد لوقوع الزلازل الا أن هناك بعض العوامل المساعدة للتنبؤ بالزلازل مثل الهدوء النسبي قبل حدوث الزلزال، قفز أسماك الزينة من الأحواض، وهروب الكائنات البرية من المواقع القريبة من المركز السطحي للزلزال الأرضي، وهروب الكائنات البحرية من المواقع القريبة من المركز السطحي للزلزال الأرضي، وهناك بعض الحالات التي رصدت الشعور بالصداع عند بعض الناس في مناطق حدوث الزلازل”.

وأضافت د. اللنقاوي “أن الكويت تأثرت سابقا في نوفمبر 2017 بالزلزال الذي ضرب العراق والمملكة العربية السعودية وأراضي من إيران بدرجة 7.2 على مقياس ريختر ويمكن للكويت أن تتأثر بحركة لوح شبه الجزيرة العربية باتجاه الشمال الشرقي والتي يمكن أن تؤدي الى ضغط على الألواح المقاربة لها”.

وبدوره، أوضح الدكتور عبدالله العنزي أن “من أهداف هذه الورشة هو بيان الحقائق العلمية في علوم الزلازل ونشر الوعي بالأسباب التي حدثت في زلزال تركيا ونبذ الاشاعات والمعلومات الخاطئة”، مضيفا: “الزلازل هي حركة طبيعية لا يمكن تقليلها أو منعها ولكن يمكن تفادي أثارها السلبية ومخاطرها، الزلازل لا تقتل ولا تسبب الدمار ولكن المباني هي التي تقتل، وهنا نصل الى التوصية بالاهتمام بالبنى التحتية وتأهيلها لاستقبال الزلازل ووضعها تحت رقابة أثناء البناء لتناسب الاشتراطات التي وضعتها مؤسسات الدولةً والالتزام بالكود الزلزالي العالمي”. موصيا بوجود خطة طوارئ للاستجابة للزلازل.

‎وأوضح د. العنزي “لا يجب علينا التركيز على التنبؤ والتوقعات على الرغم من أهميتها الا ان التركيز يجب أن يكون على المباني وتجهيزها للتأقلم مع حركة الأرض والزلازل. ومن الضرورة اليوم أن يكون هناك كود بناء مناسب حتى وإن كان الضرر على البيوت السكنية معدوما”، مشيرا إلى أن مقياس زلزال تركيا وسوريا 7.8 ريختر يعتبر كبيرا جدا وما ينتج عنها من طاقة تسبب خسائر بشرية نتيجة حركة الأرض وهدم المباني.

‎وقال د. العنزي “هناك مصدران للزلازل تؤثران على دولة الكويت أحدها مجموعة من الزلازل في المناطق الجنوبية المناقيش وأم قدير والمناطق الشمالية الروضتين والصابرية، وأخرى من جبال زاجروس نتيجة الانشطة التكتونية، من وجهة نظر الباحثين في مجال الزلازل، تأثير الزلازل في الكويت بسيط جدا والشعور بها يقتصر على المناطق الساحلية لسببين أن المناطق فيها مباني عاليه والشعور بالاهتزاز بالمنبى ناتج عن عدم قدرته على مواجهة الزلزال وثانيا طبيعة وجود التربة الطينية الساحلية في الكويت تساعد على تضحم الاحساس بالزلازل. حتى أن أكبر الزلازل والتي ضربت منطقة برقان بقياس 5 على مقياس ريختر لم يكن لها تأثير مدمر وتأثيره محدود جدا في منطقة صباح الأحمد”.

وفي السياق ذاته، عرض دكتور محمد نقي شرحا علميا عن صدع الأناضول والسبب الرئيسي وراء زلزال تركيا وأجاب عن العديد من الأسئلة المتعلقة به، وقال إن “الجمهورية التركية تقع على شبه الصفيحة الاناضولية ويحدها من الجنوب الصفيحة العربية ومن الشمال الصفيحة اليورواسيوية”، مؤكدا “هي في حالة حركة مستمرة ودائمة منذ حوالي 10ملايين سنة. والسبب وراك تلك الحركة هو تصادم الصفيحة العربية من الجنوب والصفيحة اليورواسوية من الشمال. حيث تتحرك الصفيحة العربية نحو الشمال والشمال الشرقي بما يعادل 2 سم سنويا والصفيحة التي تعلو الصفيحة الاناضولية (اليورواسوية) تتحرك مسببا الضغط عليها وينتج عنها حركتها اتجاه الغرب”.

ونوه د. النقي “يحد الصفيحة الاناضولية من الشمال صدع كبير جدا بمسافة 1500 كم يمتد من شرق تركيا إلى بحر إيجه (صدع يتحرك بشكل مواز لبعضه) وهو مشابه لصدع ولاية كاليفورنيا (صدع سان أندرياس) المشهور وهو يشكل منطقة نشطة زلزاليا وتستقبل عددا كبيرا من الزلازل منذ عام 1939 ومنذ ذلك الحين استمرت الزلازل بالتعاقب على منطقة الصدع. وبناء على هذه النظرية يتوقع العلماء أن يكون الزلزال القادم بالاتجاه الشرق نحو بحر مرمرة جنوب أسطنبول والتي يسكن بها ما يقارب 15 مليون نسمة”.

وواصل د. النقي حديثه عن أهمية توخي الحذر والاهتمام في اختيار المناطق السياحية والاستثمارية العقارية في تركيا بناء على المعطيات الحديثة للزلازل والحرص على التأكد من مطابقة المباني لكود البناء الزلزالي في تركيا، معتبرا أن “عملية التنبؤ بالزلازل أمرا مستحيلا وفق القدرة العلمية حتى هذه اللحظة. وتعتبر الزلازل حدث وظاهرة طبيعية نتيجة حركة الصفائح الصخرية على طرفي الصدع”. وقال معلقا “الزلازل لا تقع فقط على حدود الصفائح التكتونية ومنها طبيعي ومصطنع بسبب بناء السدود والضغط التي ترتبط بها”.

%d مدونون معجبون بهذه: