قال عضو فريق رصد وحماية الطيور في الجمعية الكويتية لحماية البيئة عبدالعزيز اليوسف ان الفريق يحتفل هذا العام باليوم العالمي للتنوع البيولوجي من خلال اعداد وعرض فيلم عن طيور محمية الجهراء كأحد روافد السياحة البيئية في دولة الكويت كونها من اهم معابر ومسارات هجرة الطيور في العالم.
وأعلن اليوسف ان الفيلم التسجيلي الذي أعده الفريق بهذه المناسبة يؤكد على اهمية موقع محمية الجهراء بالنسبة للتنوع البيولوجي في الكويت وطيورها المهاجرة والمستوطنة واضاف ان العالم يحتفل باليوم العالمي هذا العام للتنمية السياحية البيئية الساحلية والمشمولة بمسارات ورصد الطيور.
وذكر ان الفيلم يشير الى ان محمية الجهراء تعتبر من المناطق الهامة للطيور ” IBA ” في دولة الكويت، والتي يتم اختيارها وفقا لمعايير متفق عليها دوليا، مضيفا: لكي يتم اختيار هذه المناطق يجب أن يكون لها أهمية حقيقية بالنسبة لحفظ الطيور على الصعيد الدولي، ويتم اختيارها حسب وفرة الأنواع على مدار السنة أو موسميا، بالإضافة إلى وجود أنواع مهددة بالانقراض على المستوى العالمي. وأنواع ذات توزيع محدود جدا بالعالم و أنواع تنحصر في بيئات محدودة من العالم.
واصفا ان الموقع هو “عنق الزجاجة”، حسب منظمة (بيرد لايف العالمية) حيث تمر بها الطيور بانتظام عليه في موسم هجرة الربيع أوالخريف وهو يطابق ثلاث تصنيفات عالمية.
واضاف اليوسف : أن موقع المحمية على الجزء الغربي لجون الكويت على أرض رملية وفيها سبخات تحاذي المسطحات الطينية المجاورة للبحر جعلها تصنف ضمن محميات الأراضي الرطبة حسب تصنيف اتفاقية الأراضي الرطبة Ramsar، وهذا الموقع ينفرد بخصائص مميزة يصعب تواجدها في أي منطقة أخرى في الدولة.
ومن جانبه اكد عضو فريق رصد وحماية الطيور محمد خورشيد ان الفريق وهو يعرض الفيلم الوثائقي عن طيور محمية الجهراء يحمل على عاتقه ليس فقط عملية رصد وحماية الطيور المستوطنة والمهاجرة في البلاد بل يعمل على اعداد تقارير حالة سنوية وموسمية بحصر الأنواع والاعداد وكافة التتغيرات والتجاوزات تجاهها.
وبين خورشيد ان الفيلم يتناول جانبا من أسراب الطيور المهاجرة العابرة والوافدة لأجواء البلاد والتي يتم حصرها من فريق رصد وحماية الطيور بالجمعية الكويتية لحماية البيئة، وتسجيلها سنويا بما يفوق 250 ألف طائر خلال الرحلتين الخريفية والربيعية.
مؤكدا ان العديد من الطيور المهاجرة والمقيمة والبحرية والبرية ترد الى المحمية، وقد أجريت العديد من الدراسات في المحمية لتوثيق أنواع وأعداد الطيور، إضافة إلى المراقبة الدورية، لافتا الى ان بعض الدراسات تشير إلي مرور نحو 310 نوعا من الطيور المهاجرة في المحمية ووجود حوالي 14 أنواع من الطيور المستوطنة والمقيمة طوال العام وقد تم رصد عدد من الطيور المفرخة في المحمية مثل البلشون الذهبي والجاثم المبرقع (بلبول قصب) والبط الخضاري.
ولفت محمد خورشيد الى ان الفيلم يتناول بيئة المياه العذبة التي تعد مركز التنوع الأحيائي في محمية الجهراء، وتقوم نباتات البوص الكثيفة بدور البيئة الحاضنة و المناسبة للطيور المقيمة، والمهاجرة، وهي أفضل مكان لتكاثر أنواع عديدة من الطيور.
وحول مواسم الهجرة و سياحة رصد الطيور التي قال ان من ابرز مواسم الرصد، فترات العبور في موسمي الهجرة السنوية المعروفة بالهجرة الخريفية، والهجرة الربيعية، وذلِك لموقع الكويت الجغرافي الذي يعتبر معبرا رئيسيا ونقطة حساسّة ومنفذا وحيدا للطيور المهاجرة التي تأتي من روسيا وجبال القوقاز وكازاخستان وأذربيجان وشمال إيران وتركيا ودول وسط آسيا، متّجهةً إلى قارة أفريقيا في الخريف لقضاء الشتاء هناك ، ثمّ العودة إلى الشمال مرّة أُخرى في الربيع، حيث تتجنّب هذهِ الطيور العبور فوق البِحار وتفضّل بالاحتفاظ بفرصة نجاة واحدة لأي طارئ قد يحدث لها أثناء رحلتها الشاقّة والطويلة.
وبين عضو فريق رصد وحماية الطيور ان المشاركة في الاحتفال بعرض فيلم عن طيور محمية الجهراء يوثق للمحمية وطيورها من حيث اهمية الموقع ومواصفات بيئاتها الخمس الساحلية والكثبان الرملية الساحلية والسبخات وبيئة المياه العذبة المحاطة بنبات البوص وموائلها الطبيعية.
ولفت محمد خورشيد الى ان المحمية تمثل رافدا مهما للسياحة البيئية في دولة الكويت بما يفد اليها من راصدين محليين ودوليين وأنها تحوي نحو ٣١٠ انواع من الطيور في الدولة بنسبة ٧٦ في المائة من طيور الكويت والبالغة عددها ٤٠٨ انواع، لافتا الى تميز المحمية بتفريخ عشرين نوعا من الطيور بها.