Kuwait Environment Protection Society

شاركت في الدورة ال23 للمهرجان العربي للاذاعة والتلفزيون بتونس د. العقاب تستعرض التحديات والفرص المتاحة لإنتاج “جمعية البيئة” 293 فيلما وثائقيا للبيئة الكويتية

شارك وفد من الجمعية الكويتية لحماية البيئة في فعاليات الدورة الثالثة والعشرين للمهرجان العربي للاذاعة والتلفزيون ومعرض الأسبو للتكنولوجيا والتجهيزات وسوق البرامج “بمدينة الثقافة – الشاذلي القليبي” بتونس بوفد تترأسه د. وجدان العقاب رئيس مجلس الادارة، لحضور الندوة الخاصة بإنتاج الافلام الوثائقية تحت عنوان “التحديات والفرص المتاحة”، والذي ركز على الاعمال الوثائقية الخاصة بالجانب التاريخي والاجتماعي والسياسي، ولإبراز الجانب البيئي الغائب عن الندوة.

ولإبراز الجانب البيئي الغائب عن الندوة استعرضت د. وجدان العقاب مسيرة الجمعية في مجال انتاج الافلام القصيرة والتوثيق البيئي، وما أنتجته بهذا الخصوص، قائلة “قدمت الجمعية وهي مؤسسة مجتمع مدني دورها التوعوي من خلال انتاج 293 فيلما وثائقيا قصيرا للتنوع الأحيائي والموائل والمحميات الطبيعية المتواجدة في دولة الكويت والدول العربية”، مضيفة “هذا الكم من الافلام تم تجزئته في سلسلة للبرامج الوثائقية لتوثيق الحياة الفطرية والتي تتضمن تغطية الكائنات الحية ومنها الطيور وكائنات منطقة المد والجزر والاسماك والنباتات الفطرية وغيرها التي تتواجد بطبيعتها في مختلف البيئات”.

وأوضحت د. العقاب “الهدف الأساسي من هذه السلسلة التي يستمر انتاجها منذ 9 سنوات مما يجعلها الاولى من نوعها في الوطن العربي، هو التعريف بالتنوع الأحيائي وطبيعة الموائل الموجودة في الدولة، وبما انه قبل سنوات وقعت دول العالم على اتفاقية أهداف التنمية المستدامة 2030، وحتى تتمكن الدول من تحقيقها يجب أن يعرف الفرد دوره في ذلك، وحتى تتمكن الحكومات من تحقيقها على أرض الواقع يجب ان يتفهم المواطن والمقيم اهميتها له حتى يساهم ويدعم التحرك في اتجاه تحقيقها، ونوهت الى انه “عقدت كثير من الاتفاقيات الدولية لكن للأسف نرى اخفاقا في نتيجتها لعدم وجود توعية بيئية كافية تصل إلى مواطني هذه الدول تشرح اهمية الالتزام بها”.

وفي سياق موضوع الندوة المتخصصة في الافلام الوثائقية، ذكرت د. العقاب بعضا من التحديات التي تواجه انتاج تلك الافلام الوثائقية القصيرة، وقالت “من أهم التحديات التي استطعنا تجاوزها هو ضعف الدعم المالي الذي يمكن أن يغطي تكاليف إنتاج مثل هذه الأعمال، والتي يتم إنجاز 99% منها خارجيا، ميدانيا وحقليا في الهواء الطلق في البر والبحر، وقد تمكنا من تجاوز هذا التحدي بالحصول على دعومات من مؤسسات حكومية تدعم الانتاج العلمي والثقافي والتوعوي كصندوق حماية البيئة ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي، وكما تمكنا من عقد مذكرات تفاهم مع جهات حكومية، مثل وزارة الداخلية بكل قطاعاتها البرية والبحرية، حيث قدمت لنا الدعم اللوجستي مما اسهم بصورة مباشرة من تقليل التكاليف التي نحتاجها في الانتاج، اضافة الى دعم وزارة الدفاع، فإذا احتاج الانتاج طائرة هليكوبتر للتنقل الجوي إلى بعض المواقع الحقلية لا تتوانى في توفيرها حرصا منها على ابراز التعاون على اكمل وجه، وإذا احتجنا زوارق بحرية للتنقل والرصد البحري فخفر السواحل يوفرونها لنا، وهذه التعاونات الحكومية كلها تقدرها ادارة الانتاج ومركز الاعلام والتوثيق البيئي تحت فئة “شركاءنا في حماية البيئة” فلولا تعاونهم كل باختصاصه ما تم الانتاج على هذا النحو”.

مضيفة “هذا النوع من التوافق مع الجهات التي تستطيع تقديم الدعم اللوجستي كان له أثر كبير في تقليل الميزانية التي قد تتجاوز أكثر من 100 ألف دينار كويتي (300 ألف دولار أمريكي تقريبا) في الموسم الوثائقي الواحد، كما ان جانبا من هذه الواجبات والمهام يتم تقديمها تطوعيا ما يساهم في خفض ميزانية العمل”،

ولفتت “ومن ابرز التحديات فهناك التحديات المناخية وظروف الطقس، خاصة وان التوثيق والتصوير يتم في المناطق المفتوحة في البر والبحر حيث يتم تصوير الاعمال في أجواء متغيرة ما بين الحر والبرد وتحت المطر وفي العواصف الرملية والسرايات وهي العواصف التي تسبق فصل الشتاء، مما يؤثر على الأجهزة والمعدات خاصة الكاميرات ويستوجب التوقف، فأحيانا يتم التصوير الخارجي في درجات حرارة تتجاوز الخمسين درجة مئوية في بعض مواقع الاعمال وهنا نستعين بالثلاجات المتنقلة ومكيفات السيارات لخفض درجة حرارة الكاميرات ومعدات التصوير”.

وفي سياق التحديات، القت د. وجدان العقاب ضوءا على التحديات المكانية، وقالت “التصوير والتوثيق البيئي يتطلب ساعات طويلة من الرصد في مواقع وفي بيئات مختلفة الكثير منها بعيد عن الحياة المدنية في البراري والجبال والبحر والجزر من شمال البلاد الى جنوبها ومن شرقها الى غربها، والكائنات بطبعها تتفادى الانسان مما يجعل عملية رصدها عملية صعبة في اغلب الاحيان، وهذا يتطلب طاقم عمل شغوف بعمله محب للبيئة ومستعد لتقبل هذه التحديات وتوظيفها لانتاج مثل هذه الاعمال الرائعه في نهايه الامر.

وبينت د. وجدان العقاب “ما تم إنجازه من افلام قصيرة وحلقات وثائقية يتجاوز عددها 293 عملا هي السلسلة البيئية الاولى في الوطن العربي وهي مكتبة مرئية تقدم المعلومات الموثوقة علميا كونها تستند على البحث العلمي والمراجعات الأكاديمية والقانونية، مما يجعلها تتجاوز التحدي الاخير وهو صحة المعلومات والبيانات البيئية المعروضة في الفيلم الوثائقي، ومن ثم فهي تعتبر الآن رافدا علميا مساندا للمناهج التعليمية، كونها توثق كل كائن حي في حلقة أو فيلم وثائقي قصير، الامر الذي ساعد كثيرا في ايصال المعلومة الموثوقة بشكل سريع”.