تعقيبا من الجمعية الكويتية لحماية البيئة على ما تم تداوله أخيرا خلال وسائل التواصل الاجتماعي عن موت الأشجار وجفاف النباتات في الشوارع وسوء المناظر في الحدائق والمباني الحكومية المختلفة، قال نواف المويل عضو الجمعية “لا يخفى هذا المنظر على أي شخص في الكويت ولا يمكن أن يمر يوما دون الاحساس بحرارة الصيف الحارقة بعد بداية عصر الغليان في العالم ولا يمكن توقع الأفضل في ظل الارتفاع في درجات الحرارة دون وجود خطط للتكيف”.
وأكد المويل: “تأتي دول الخليج في مقدمة المناطق الأكثر تضرراً من تغيرات المناخ، بدأت ظاهرة التغير المناخي في العالم جلية وواضحة أمام العالم، لا يمكن اخفاؤها ولا يمكن انكارها حتى لو جاء معارضون هذا العلم بالدلائل، الا ان الحقيقة في ارتفاع درجات الحرارة وشدة العواصف وزيادة الجفاف وارتفاع حموضة المحيطات وغيرها من الأحداث التي تسابقت للعالم في السنوات القليلة الماضية”.
وأوضح “الأشجار ضرورية كنظام بيئي متكامل وغالبًا ما يشار إليهم باسم “رئتي” الأرض لأنهم قادرون على تخزين الكربون في الاشجار والتربة وإنتاج أكسجين إضافي لكوكبنا”، مضيفا “تعمل الأشجار أيضًا على تثبيت التربة ويمكن أن تقلل درجة حرارة الهواء والرطوبة، فضلاً عن تقليل الفيضانات وتحسين جودة المياه، وتلعب الأشجار دورا هاما في زيادة التنوع البيولوجي في المناطق الحضرية وتوفير الموائل الطبيعية للنباتات والحيوانات والحشرات، يمكن ملاحظة الاشجار الفقيرة على الشوارع والطرق الرئيسية وما تحمله من اعشاش للطيور فهي تشكل موئل طبيعي حاضن للطيور في زحمة مباني المدينة. علاوة على دورها في اضفاء الظل والجمال للمناطق والشوارع ويمكن للشجرة الناضجة أن تمتص ما يصل إلى 150 كيلوغراما من ثاني أكسيد الكربون سنويا وتطلق الأكسجين في المقابل”.
وذكر نواف المويل “الزراعة لها دور مهم في الحفاظ على درجات الحرارة والتقليل من التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية والاحتباس الحراري، أولا تخزين الكربون العضوي من خلال عملية التمثيل الضوئي حيث تمتص ثاني أكسيد الكربون من الجو وتخزن الكربون العضوي في أجزائها العليا والجذور وكذلك التربة كمخازن للكربون العضوي. هذا يقلل من نسبة ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، الذي يعد من غازات الاحتباس الحراري”.
وحول الحلول الكثيرة لمشكلات الجفاف وتدهور الزراعة التجميلية في الشوارع وسوء ادارة الحدائق العامة والمسطحات الخضراء المهملة، قال المويل “تنفيذ مناهج الزراعة المستدامة لتحقيق توازن بيئي واقتصادي واجتماعي، وزراعة الأشجار المقاومة للجفاف وهي إحدى الاستراتيجيات المهمة في مواجهة التحديات المتعلقة بتغير المناخ ونقص المياه”.
ونوه عضو جمعية البيئة “تحقيق الزراعة المستدامة يسهم في تحقيق التوازن بين احتياجات الإنسان وحماية البيئة والمحافظة على موارد الأراضي والمياه للأجيال القادمة. وكما أن تطوير وزراعة محاصيل مقاومة للجفاف يمكن أن تساهم في تعزيز الاستدامة والتحكم في التصحر والحفاظ على الموارد المائية ومنع تقهقر الصحاري والحفاظ على خصوبة التربة”.
وأضاف “كما تضمن الزراعة المستدامة استخدام تقنيات تحسين إدارة الموارد مثل ممارسات الزراعة المحاصيل المتكررة والري الكفء وإعادة التدوير العضوي للمواد العضوية. يمكن أن تزيد هذه الطرق من إنتاجية الأراضي وتقليل تأثيرات الزراعة على البيئة”.
وأفاد نواف المويل “جل ما يتمنى المواطن الكويتي هو التنوع الزراعي من المحاصيل والنباتات خاصة في متناول الحدائق العامة وفي الأحواض المخصصة للزراعة بين الشوارع في داخل المناطق السكنية بدلا من تصحرها أو تغطيتها بالنباتات الاصطناعية والتي تدخل تحت اهم وأكبر ملوث للبيئة وهو البلاستيك والمايكروبلاستيك فضلا عن كونه ملجأ للحشرات والمانع الأكبر للمياه لترسيبها بشكل عامودي وطبيعي لطبقات التربة”.
وختم المويل “لا ننسى أن الحفاظ على المياه مطلب رئيس في قضية الزراعة وامكانية الاهتمام في نظم الري واستخدام تقنيات توفير المياه مثل تجميع مياه الأمطار واستخدام مياه الصرف الصحي المعالجة، مضيفا “لا يجب أن نغفل دور المزراع الكويتي المتميز بالتقنيات الزراعية الحديثة واستثمار ودعم جهودهم ومعرفتهم في تطوير الأنظمة الزراعية خاصة في الحدائق العامة ومساحات المدارس المهملة وأحواض الشوارع”.