هجرة الطيور من الظواهر الطبيعية المدهشة التي تعكس قدرتها على التكيف مع بيئتها، وتبدأ هجرة الربيع من منتصف شهر فبراير إلى أواخر شهر مايو، وتكون الطيور خلال هذه الفترة في أجمل أشكالها بألوانها الكاملة”. جاء ذلك على لسان طلال المويزري عضو فريق رصد وحماية الطيور بالجمعية الكويتية لحماية البيئة في تعقيبه على هجرة الربيع للطيور المهاجرة وأبرز طيورها وأماكن تواجدها بدولة الكويت.
وفي هذا السياق، قال طلال المويزري: “في كل عام تهاجر الطيور من المناطق الشمالية إلى المناطق الجنوبية منها، وتشمل الهجرة جميع قارات الكرة الأرضية، وذلك هرباً من البرد القارص والنهار القصير، للبحث عن مناطق أكثر اعتدالاً في المناخ وأطول نهاراً”، وفي منطقتنا فالطيور تهاجر من أوروبا وآسيا الوسطى ومروراً بالكويت والشرق الأوسط حتى تصل إلى أفريقيا والهند، وهذه الهجره تسمى “هجرة الخريف”.
مضيفا: “تعتمد الطيور في هجرتها الخريفية على عدة طرق منها الاعتماد على الطرق المستقيمة مثل السواحل والأنهار أو عن طريق النجوم ليلاً، وتبدأ هجرة الخريف في منتصف شهر أغسطس إلى منتصف شهر أكتوبر لتستقر شتاءً في أفريقيا والهند، وعندما تتوفر الظروف المناسبة في فصل الربيع مثل ارتفاع درجات الحرارة وتوفر الغذاء وزيادة طول النهار تبدأ الطيور بالهجرة مرة اخرى والعودة إلى أوروبا وآسيا الوسطى للتكاثر وتربية صغارها في أماكن أكثر أماناً وتوفر المزيد من الغذاء وهذه الهجرة تسمى هجرة الربيع”.
وحول أبرز الطيور التي تفد الكويت خلال هجرة الربيع، ذكر عضو فريق حماية الطيور بجمعية البيئة: “طائر الهدهد من أوائل الطيور المهاجرة التي تصل إلى الكويت، مبشراً لدخول فصل الربيع وانتهاء فصل الشتاء، وكانوا في السابق يقولون عند رؤية الهدهد بكثرة (اذا طلع الهدهد طلع صياح النبات)، وهذا دليل على أن النباتات وصلت إلى أفضل حلة لها، وبعده تصل باقي الطيور تدريجياً، مثل الطيور الصغيرة أو طيور الدخل الزعرة واليكيكي والصليبي والمردم والمطرق وحميرة راس وسويدة راس وباقي الطيور مثل الحمروش والشولة وبغل السمن وبنت الصباغ والقليلبة والحميميج والعقبان والنوارس والفري وحمام البر (القمري).
ونوه المويزري إلى أن “الجوارح الصغيرة وهي أنواع الصرد فتأتي إلى الكويت بالتتابع أول الواصلين القحافي والحمامي العربي وأشول الهيضة، وبعدهم يصل أجمل طيور الصرد، وقد حصل على اسمه لحسن جماله وهو الحسيني (الصرد المقنع او الدقناش القطبي)، وآخرهم في الوصول في نهاية شهر أبريل ومايو الحمامي الحساوي وعائلة الرماني القفصي والچتبي، ويعتبر وصول الرماني نهاية موسم هجرة الربيع، تعتبر دولة الكويت من أهم مسارات الطيور لتوفر مناطق مناسبة للراحة والغذاء مثل محمية الجهراء ومحمية معهد الأبحاث في كبد وأبرق الحباري ومزارع الوفرة والصليبية والعبدلي”.