Kuwait Environment Protection Society

حضرة صاحب السمو يدعم مسيرة الجمعية

خير ما بدأنا به عام 2017 مقابلة الوالد القائد أمير الإنسانية 

وجدان علي العقاب رائيس مجلس الادارة 

إن مقابلة الوالد سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الصباح –حفظه الله- هي حتماً أفضل ما يمكن بداية العام الجديد به، فهذه البداية الرفيعة المستوى التي تترجم القواعد المتينة من الرعاية السامية للعمل البيئي في الكويت، والتي ستكون دافعا للنهوض بالعمل في الجمعية الكويتية لحماية البيئة إلى آفاق لم يسبق لها أن بدأت منها لتصل إلى ما قد يفوق طاقات التطوع والالتزام. 

في ذلك البهو البهي انتظرت مع أعضاء مجلس الإدارة موعد دخولنا على سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح – حفظه الله، وأثناء الانتظار كنا نتحاور بزهو عن المعاملة الأميرية التي أخذت الطابع الأبوي في سرعة وكيفية الموافقة على مقابلة أعضاء مجلس إدارة الجمعية، حيث أن تاريخ كتاب طلب المقابلة الأميرية لا تفصله عن اللقاء الأبوي سوى أيام قليلة لا تتعدى أصابع اليد الواحدة، وهو أمر استوقفنا جميعا نستفهم عقولنا حول تأثيرها علينا وعلى الجمعية الكويتية لحماية البيئة والأدوار اللاحقة حتى قبل أن ندخل في حضرة سموه الوالد. 

وأخذت أقلب وأراجع كتاباً مختوما في ظرف بني حول طلب من صاحب السمو برعاية وتوفير مقر دائم للجمعية يتضمن مركزاً تخصصياً للتدريب في المجال البيئي نتشرف بإطلاق اسم سموه عليه، ليكون ؛ «مركز صباح الاحمد للتدريب البيئي»، متوسمين برعاية سموه لهذا الصرح لنحمل على عاتقنا رفع سقف التوعية البيئية في المجتمع على الصعيدين الثقافي والعلمي التخصصي. 

ثم عدت أراجع ما سأتحدث عنه لصاحب السمو وأرتب أفكاري مع زملائي من أعضاء مجلس الإدارة ونرتب الهدايا الرمزية التي سنعرضها على سموه، عندما أطل علينا من يزف إلينا أن حان دورنا في مقابلة سموه، فقمنا على عجالة تسابقنا خطانا للقائه. وولجنا إلى قاعة الاستقبال الأميرية وقد اضطربت الكلمات في حناجرنا بم نبدأ أمام هيبة سموه، إلا أن ترحيبه – حفظه الله تعالى – وإشارته الأبوية لنا بالتقدم وابتسامته الحانية أزاح عنا التلعثم وبادرناه بالسلام والتحية. 

رحب سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح بأعضاء الجمعية الكويتية لحماية البيئة، واستهل سموه الحديث التاريخي بتشجيعه للعمل التطوعي وأن أكثر ما يثلج صدره هو اعتزازه بالشباب، مما جعلني أحجب رسالة طلب المقر في حضرته، وآثرت أن أعرض عليه الإضاءات البيئية في الكويت، رغبةً منا بإسعاد سمو الوالد بإنجازات الشباب من عياله، ليتعرف على الجهود التطوعية التي أخذها المتطوعين من أعضاء الجمعية على عاتقهم على مدى مجالس إدارات متلاحقة في خدمة المجتمع الكويتي. 

فبدأت حديثي المتواضع في حضرته، مستهلة بدعم سموه المعنوي لنا الذي استنبطناه من تقلده لرئاسة المجلس الأعلى للبيئة لسنوات واهتمامه بالشأن البيئي على المستوى المحلي مما حدى بنا للإبداع في العمل محلياً على أكثر من صعيد، إلا أن ترؤس سموه للوفد الكويتي في مؤتمر قمة المناخ مؤخراً الذي عقد في المغرب كان دعماً معنوياً على الصعيد الإقليمي والعالمي بالنسبة لنا، فهو بالفعل دافع لجميع المنتسبين لهذا المجال إلى التطلع للعمل على هذا المستوى وأعلى بإذن الله، وهو عهد أخذناه على أنفسنا وندفع به المتطوعين لممارسته بحرفية. 

ثم تحدث سموه عن أهمية البيئة بالنسبة إليه وارتباطها في حياتنا بشكل كبير، وأن سموه أطال الله في عمره لا يتوانى بدفع عجلة العمل في اتجاه حمايتها، مما حدى بي أن استعرض لسموه نبذة عن الجمعية الكويتية لحماية البيئة وتقديمها إلى سموه كأقدم جمعية نفع عام مهتمة بالشأن البيئي في الوطن العربي، فقد أشهرت في 31 مارس عام 1974، بعد عامين من مؤتمر قمة الأرض في استوكهولم، مما يعكس مدى الوعي البيئي لدى الكويتيين منذ ذلك الوقت لتقوم على يد نخبة من المهتمين بالبيئة صرح مدني يحتذى به في الوطن العربي، وأن إنجازات المتطوعين في الجمعية مروراً بمجالس إدارات متعددة خلال ثلاثة وأربعين عاماً من العطاء واضحة ولها بصمات غائرة في المجتمع على أكثر من صعيد؛ كالتعليم والثقافة والتشريع والرصد والحماية. 

وقد استوقفنا سمو الشيخ صباح الأحمد – رعاه الله – بتشجيعه للكوادر الشبابية وفرحته بنشاطهم الذي يبعث الحيوية في البلاد، فهم مستقبل هذه الأرض الطيبة، فما كان مني إلا أن استعرض إنجازات الشباب المتطوعين الذين عملوا جاهدين في مجالات بيئية مختلفة وتفانيهم بالعمل التطوعي المجهد في هذا المجال في ربوع الكويت. 

وقد أبدى سمو الأمير سعادته بقرار إغلاق جون الكويت ومنع الصيد فيه اثراءً للثروة السمكية في الكويت، فعرضت على سموه النتائج التي لمسها الحداقة في أطراف الجون من حيث الكمية وأحجام الأسماك، وملامستهم للفرق بعد عام من المنع، فبادرنا سموه بالسؤال – حفظه الله،  اذا ما كان لنا يد بمثل هذا القرار، وكان لا بد أن أشرح لطويل العمر أن دور الجمعية قد تدخل على أكثر من صعيد في هذا القرار، فمشاركة الجمعية بالتشريع والمشاركة بوضع قانون حماية البيئة رقم 42 لسنة 2014 والذي أولى جون الكويت أهمية قصوى بحيث خصه بفصل كامل في القانون، والاستئناس برأي كوادر الجمعية الأكاديميين يعد حجر الأساس الأول في التعاون بين المجتمع المدني والجهات الحكومية، ثم تأتي عضوية الجمعية في مجلس إدارة الهيئة العامة للبيئة التي تعطي للمجتمع المدني فرصة المشاركة باتخاذ القرارات البيئية التي تخدم الكويت، وبعدها تترجم الجمعية الكويتية لحماية البيئة المعنى الحقيقي لعمل مؤسسات المجتمع المدني في دعم دور الجهات الحكومية والأخذ بيدها بالتشجيع والتقييم والتقويم للوصول إلى رفع سقف الأداء الحكومي، فهذا الدور ناقد إيجابي وليس ناقد سلبي، وليس الهدف منه تكسير المجاديف، وكذلك تعزيز ثقة المواطن بالجهاز الرقابي والتنفيذي في البلاد مما يساهم بصورة مباشرة في خلق جو غير مشحون بين المواطن والدوائر الحكومية من خلال معرفة أدوارها وصلاحياتها ودور المواطن والمقيم في إنجاح هذه العملية لخدمة الكويت. 

وقد أسعدنا أن يهتم صاحب السمو الأمير صباح الأحمد الصباح برعاية أنشطة وبرامج الجمعية وأن يسأل عن مشروع ليحظى بدعم سموه، وقد استأذنت سموه أن هذه الزيارة هي زيارة تعريفية بالجمعية وشؤونها وقطعت عهداً لسموه بأن يتشرف أعضاء الجمعية من الفرق واللجان المختلفة بزيارة سموه قريبا ليعرضوا أعمالهم ومشاريعهم لسموه، ويحظوا بدعمه الأبوي، وقد رحب الأمير الأب بأبنائه الشباب في أي وقت. 

ثم انتقل سموه بالحديث حول الطيور متحسراً على عدم رؤيته لبعض أنواع الطيور التي يستذكرها طويل العمر في أيام الصبا، 
فقال سموه: ما قمنا نشوف الحمامي وطيور ثانية.. يا ريت تقولون للناس لا تصيدون الطيور.. وتوعونهم بآثار التجاوزات البيئية عليها .. 
واستطرد سموه قائلاً: ويبه… أنا لأن عمري كبير أعرفهم بس عيالنا يمكن ما يتعرفون عليهم. 
ولا شعورياً بادرته إذ تمنيت له طول العمر وطمأنته: 
عسى عمرك طويل يبه.. عمر النبي شعيب .. وإن شاء الله إن عيالنا يعرفون الطيور هذي، وأطمنك إن احنا بالجمعية المتطوعين قاموا بدورهم على أكمل وجه، ففريق رصد وحماية الطيور يرصد أنواع وأعداد الطيور بالكويت سنويا، ويوثقونها، وتدخل في البرامج التوعوية وبرنامج المدارس الخضراء الذي يحمل على عاتقه تثقيف عيالنا الطلبة للسنة السادسة على التوالي وانشالله أن عيالنا يعرفون هالطيور. 

واستدركت رغبة سموه برؤية بعض الطيور التي قد لا يراها بحكم انشغالاته الأميرية وقلت: 
طويل العمر.. إذا بخاطرك تشوف هالطيور ترى مركز الاعلام البيئي بالجمعية قام بإنتاج حلقات في شهر رمضان الكريم عرضنا خلالها طيور الكويت تحت مسمى «كل يوم طير» وفي موسم رمضان السابق .. برنامج «كل يوم نبتة».. وهي برامج تلفزيونية يقدر الكل من خلالها التعرف على طيورنا. 

وهنا استعرضنا أمام سموه اللوحات التعريفية بطيور الكويت ونباتاتها، كما وضعنا بين يديه «الدليل الحقلي لطيور الكويت» الذي يعد موسوعة علمية لطيور الكويت التي تم توثيقها من قبل فريق رصد وحماية الطيور. 

كما قدمنا لوالدنا الغالي مجموعة مختارة من أعداد مجلة البيئة التي تصدرها الجمعية شهرياً، تستعرض إنجازات المتطوعين في الفرق واللجان على كل المستويات، مما يسجل ويوثق عطاءهم البيئي. 

وفي نهاية اللقاء الأبوي الأميري .. وضعنا بين يديه الكريمتين درعاً متواضعاً حمل أجمل ما في بيئتنا البحرية، درعاً لسمكة الزبيدي ذهبية.. وداعبنا سمو الأمير بماهية العلاقة بين الطيور والزبيدية؟! فأجبته أننا سعداء بتطبيق القانون على البيئة البحرية وسيأتي اليوم الذي نحتفل بإثراء ثروتنا السمكية. 

والتقطت لنا صوراً تاريخية استلمنا نسخاً عنها بعد اللقاء بيومين وزينت مكاتبنا فخورين باللقطات التاريخية