لفتت الدكتورة وجدان العقاب رئيس الجمعية الكويتية لحماية البيئة إلى ان الجهات المعنية بحكومات وشعوب 190 دولة من دول العالم تحتفي عن بعد اليوم الأربعاء بيوم الأرض الذى يوافق يوم 22 من شهر أبريل من كل عام بهدف توعية البشر باهمية الحفاظ على كوكب الأرض لتسعد الشعوب وتزدهر البيئات، مؤكدة ان شعار اليوم العالمي للأرض عام 2020 هو التنوع البيولوجي والإنسان، لافتة إلى ان الجمعية بهذا الخصوص قدمت العديد من البرامج والأنشطة المعنية بالتنوع الاحيائي ولعل ابرزها سلسلتها المتميزة لرصد وتوثيق الحياة الفطرية في دولة الكويت وهي عبارة عن حلقات تلفزيونية ومنها برامج “كل يوم طير، كل يوم نبتة، كل يوم سمكة، كل يوم يال، وكل يوم كشتة والموسم السادس برنامج كل يوم كشتة على الحدود”، فضلا عن تنظيمها لبرامج توعوية موجهة لجميع الفئات العمرية خاصة الناشئة والشباب. مشيرة إلى إطلاق الجمعية اخيرا وبالتعاون مع وزارة الداخلية برنامج “رصد وتوثيق الحياة الفطرية بالمناطق الحدودية بدولة الكويت”، متوجهة بالشكر والتقدير لوزارة الداخلية خاصة قطاع امن الحدود.
وأضافت الدكتورة العقاب معلومات أساسية حول المحمية البرية الأم بدولة الكويت وهى المنطقة المنزوعة السلاح بين دولة الكويت وجمهورية العراق، وتمت الحماية الفعلية للمحمية الأم في أبريل من العام 1991 وفق قرار مجلس الأمن رقم 689 عام 1991.
والتي كانت محور حلقات البرنامج التلفزيوني (كل يوم كشتة على الحدود) فهي تشكل جزءا أساسيا من راس المال الطبيعي بالكويت، وتتميز بتباين تضاريسها وبالتنوع الاحيائي، وتمتد المنطقة على شكل شريط حدودي بين الدولتين، لمسافة تقارب 200 كم وبمتوسط عرض 5 كم، وتبلغ المساحة الإجمالية لتلك المنطقة ١٠٠٩ كيلو متر مربع ( قرابة 6% من دولة الكويت) وبذلك تكون المحمية الأم تعادل ثلاثة اضعاف مساحة محمية صباح الأحمد الطبيعية. ووفق قرار مجلس الأمن رقم 1490 عان ٢٠٠٣ أصبحت منطقة محظورة وليست منزوعة السلاح وهي محمية حتى يومنا منذ قرابة ٢٩ سنة.
ومن جانبه، قال أستاذ دكتور رأفت فهمي ميساك عضو لجنة حماية الحياة الفطرية بالجمعية إن “يختص هدف التنمية المستدامة رقم 15 (الحياة في البر) بحماية النظم الإيكولوجية البرية وترميمها وتعزيز استخدامها على نحو مستدام، فضلا عن الإدارة المستدامة للغابات ووقف تدهور الأراضي وعكس مساره ووقف فقدان التنوع البيولوجي”، فمن المهم ان نركز على الشق الأخير من الهدف 15 وهو وقف فقدان التنوع البيولوجي، وهنا يجب التنويه بان الإستخدام المستدام للأراضي يشكل خط الدفاع المتقدم للحماية ومن ثم تنمية التنوع البيولوجي ومن امثلة هذا النوع من الإستخدام التحول النوعي من الرعي التقليدي للرعي المستدام الصديق للبيئة بعد تقدير الحمولة الرعوية وتحديد أنسب وقت للرعي، وبين جانبا من أنماط الاستخدامات غير المستدامة للأراضي أي الضارة في البيئة الكويتية ، مثل حركة سيارات الدفع الرباعي فوق الكثبان الرملية بهدف الترفيه، والرعي المبكر قبل ازدهار الغطاء النباتي والرعي الجائر، وإقامة السواتر الترابية حول المحميات الطبيعية وحول حظائر الأغنام بهدف الحماية”.
وأوضح الدكتور ميساك ان التنوع البيولوجي يشغل مساحة مشتركة في اتفاقات ريو الثلاث (اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر في البلدان التي تعاني من الجفاف الشديد والتصحر واتفاقية التنوع البيولوجي واتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ ) التي وقعت وصادقت عليها دولة الكويت في تسعينات القرن الماضي”، مضيفا “يهمنا ان نشير الى ان التنوع بشكل عام يتضمن التنوع الفيزيائي الذي يمثل القاعدة التي يتشكل عليها التنوع البيولوجي. وبالنسبة لدولة الكويت يتضمن التنوع في الملامح الأرضية والرواسب السطحية والتربة، بينما يتضمن التنوع الأحيائي في الأساس التنوع في النباتات والحيوانات”.
وأكد الدكتور رأفت ميساك ان النظم البيئية المرتبطة باستخدامات الأرض جغرافيا وسياسيا تشمل الخندق الحدودي والشبك الكهربائي والخندق الخارجي للمنطقة المنزوعة السلاح او ما تسمى المحظورة حاليا، مشيرا إلى ان “النبات الأكثر انتشارا بالمنطقة، هو الرمث بحيث يشغل ما لا يقل عن 85% من المنطقة و يزدهر في وادي الباطن (السالمي- الشقايا- مركز التعاون والأبرق) وخبارى العوازم والأودية الممتدة بين الرتقة والعبدلي ومن اهمها ام سديرة والصخيبري، كما يزدهر في الجزء البري من مركز البحيث، ولفت إلى انه “لوحظ تباين كبير في حجم وارتفاع وكثافة النبات واعداد الحيوانات البرية التى تعيش فى ظله وتحت نباكه، والنباك هي التلال والكثبان الرملية التي تتشكل بفعل النباتات، وللرمث قدرة على حجز الرمال وتثبيتها، ويفسر ذلك التباين بالاختلاف الكبير في الظروف المحلية، فعلى سبيل المثال الرمث الذى ينمو فى تربة طينية تحتوى على ما بين 5 الى 8% مادة عضوية يكون أشد عودا وأكثر تحملا للظروف القاسية، كما ان الرمث الذى يحجز كميات اكبر من رواسب السيول يكون في افضل حال، لما تحمله تلك الرواسب من مواد عضوية ومحسنات للترية”.