علقت جنان بهزاد أمين عام الجمعية الكويتية لحماية البيئة على رصد بعض مشاهدات المصورين والتي انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي في مناطق مختلفة من دولة الكويت في شمالها بمنطقة الصبية وجزيرة فيلكا والتي كانت توضح مدى ارتفاع منسوب مياه البحر بالقول ان “غمر المياه في الجزء الشمالي من دولة الكويت لمساحات كبيرة سببه تميز السواحل الشمالية لجون الكويت بالشواطئ قليلة الانحدار والضحالة”.
وأكدت بهزاد على أهمية “إدماج البعد البيئي في خطط التنمية بحيث لا تتعدى تلك المشاريع قدرة تحمل البيئة على استيعابها وزيادة فعالية استخدام الموارد وزيادة الموارد المتجددة لتعوض عن الموارد الناضبة”، مضيفة ان “تطبيق قانون حماية البيئة 42 لسنة 2014 والمعدل بعض احكامه بالقانون رقم (99) لسنة 2015 هو الأسلوب الأمثل للحد من التجاوزات على البيئة ولضمان تنمية مستدامة، ولابد أن تكون متكاملة مع استراتيجيات التنمية المستدامة بما فيها من مبادرات اقتصادية وتكنولوجية”، وذكرت “يفترض وضع تشريعات بيئية لمعايير الأنشطة الساحلية لتجنب استخدام الاراضي والتخطيط الحضري بما لا يناسب وسيناريوهات تغير المناخ وارتفاع منسوب مياه البحر المفترضة في العالم، ووضع استراتيجية لإدارة أزمة تغير المناخ وما يصاحبها من عواقب تلتزم بها وتتعاون على تنفيذها جميع المؤسسات الحكومية ذات العلاقة”.
وقالت أمين عام جمعية البيئة “جميع تفسيرات ارتفاع منسوب المياه وغمرها للشواطئ صحيحة ولا يمكن الجزم بأحد منها فكلها عوامل مشتركة (التغيرات المناخية وذوبان الجليد وزيادة الكتلة المائية، وبداية الشهر الهجري والذي يعرف به زيادة قوة ظاهرتي المد والجزر).
وذهبت جنان بهزاد إلى القول “نحن لسنا بمعزل عن العالم وبقراءتنا للأحداث في الأسبوعين الماضيين لم يكن شهر يوليو لطيفا مع الصين وأمريكا وايطاليا والهند حيث حطمت كميات هطول الأمطار أرقاما قياسية في منتصف الشهر الحالي مما تأثرت ملايين الأشخاص في أنحاء مختلفة من جنوب وشرق آسيا من الأمطار الموسمية الصيفية مما أدى إلى فيضانات قاتلة”، مضيفة “تسبب هطول الأمطار في حدوث فيضانات وانهيارات أرضية أثرت على ملايين الناس في اليابان منذ بداية شهر يوليو ورفع عدد القتلى الناتجة عن الأمطار، ولا تخفى كميات الأمطار الهائلة في مدينة باليرمو بايطاليا في منتصف الشهر وكذلك شهدت أجزاء من الولايات المتحدة مستويات قياسية من الفيضانات، وأفادت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي أن الزيادة في فيضانات المد والجزر على طول سواحل المحيط الأطلسي والخليج منذ عام 2000 كانت “استثنائية”، مع تزايد وتيرة الفيضانات في بعض المدن بمعدل خمسة أضعاف خلال ذلك الوقت”.
أكدت بهزاد ان “الحكومة الدولية المعنية بالتغيرات المناخية IPCC أشارت الى أن ارتفاع درجات الحرارة في الأرض من منتصف القرن التاسع عشر عمل على تزايد كمية بخار الماء والذي انعكس على زيادة كمية الأمطار وهذا ما حدث فعلا والذي ينبيء بمثل هذه التقلبات القوية مثل الأمطار الغزيرة والهبات الغبارية وارتفاع منسوب مياه البحر”.
وختمت “من الضروري جدا توقع أي تغيرات جديدة، ووضع خطة للتأقلم، ويجب في هذا الوقت الاخذ بعين الاعتبار البعد البيئي في التخطيط الاقتصادي لمواجهة المشاكل البيئية المتوقعة والغير متوقعة، ورسم سياسات تتعامل مع المشكلات البيئية الطويلة الاجل”.