Kuwait Environment Protection Society

مشاريع إنشائية في مواقع ذات أهمية جيولوجية

تفاعلا مع الصورة المتداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمعنية بإقامة مشروع إنشائي في بعض المواقع ذات الأهمية الجيولوجية والعلمية، فضلا عن مواقع لها حساسية بيئية عالية، قامت الجمعية الكويتية لحماية البيئة عبر فرقها التخصصية برصد الحالة البيئية بتلك المواقع والأماكن فتأكد لها وجود تلك المشاريع الإنشائية، وتسجل الجمعية مقترحها الخاص لمثل تلك المشاريع بهذه المواقع لما لها من مردودات بيئية وعلمية كسياحة بيئية واعدة.

والجمعية وهي تبدي موافقتها على الدفع بعجلة التنمية في البلاد وانطلاق دولاب المشاريع الاسكانية، تدعو وتتحفظ على انشائها في كامل الأماكن ذات الحساسية البيئية كونها تمثل عنصرا مؤثرا من العناصر والموروثات الطبيعية في البلاد داعية الى الاحتفاظ ببعض تلك المكونات والموروثات الطبيعية او تسويرها كمعلم وصرخ علمي وتأريخي وجيولوجي، مؤكدة على وضع دراسات المردود والتقييم البيئي في طليعة الاعتبارات والاهتمام، وموجهة بيانها للجهات المعنية وذات العلاقة في الدولة بالنظر في ذلك ضمانة لحماية والحفاظ على الإرث الطبيعي والبيئي للبلاد.

وأوضحت جمعية البيئة في بيانها الجوانب العلمية لتلك المواقع: “ها هي المرتفعات الساحلية تعدم دون النظر لأهميتها الطبيعية والتاريخية، وهناك الكثير من الحلول لتلافي فقدانها مثل تسويرها والحفاظ عليها مع وضع لوحات ارشادية للزوار فهي متحف طبيعي في مكانه الطبيعي، أو نقلها أو أجزاء منها للمتاحف أو الجامعات أو حتى داخل المؤسسات الحكومية، مثل هذا الصرح العلمي الطبيعي في مرتفعات الخيران يجب أن يبقى للأجيال وليستفيد منه الباحثون والعلماء، خاصة وأن بيئته الطبيعية ما عادت موجوده اليوم. ولقد ميزت تلك المرتفعات أو الأضلع الصخرية الساحل الجنوبي لدولة للكويت وهي تسمى في اللهجة الكويتية البنايا والبنايا هي ما يطلق على امتداد سلسة مرتفعات كانت ظاهرة بشكل واضح من مسافات بعيدة عن الشاطئ. وتراوح ارتفاع الأضلع الصخرية ما بين 5 إلى 15 مترًا وهي عبارة عن رواسب بحرية وريحية من الشواطئ القديمة”.

وواصلت الجمعية: “تحتوي تلك المرتفعات والتي تسمى بأضلاع الخيران على بقايا الكائنات الحية البحرية واعمارها من أواخر العصر الحديث وعصر الهولوسين وقد سبق دراستها ونشر ورقة علمية من جامعة الكويت للباحثين د.محمد الصرعاوي، د.عبدالله الزامل، د. ابراهيم الرفاعي في سنة 1993 وفيها أخلص الباحثين أن هذه المنطقة تعكس تغيرات سطح البحر في الخليج العربي خلال 8 آلاف سنة. ويتجاوز عمر أقدم ضلع منها 23 ألف سنة”، مشيرة الى ان “المرتفع الصخري يتكون من الصخر الرملي الكوارتيزي البطروخي والذي يعتبر من الرواسب البحرية النادرة، من الضروري الحفاظ على هذا الارث الطبيعي والذي يحمل في حناياه تاريخ الشواطئ الكويتية وما كانت عليه وهي مصدر لكثير من المعلومات التي تفيد في الأبحاث والدراسات وهي بلا شك أيضا وسيلة لاستدراك الماضي ببيئاته المختلفة وما كانت عليه الحياة قبل النمو العمراني واختفاء انواع كثيرة نتيجة الضغط البشري عليها او التغيرات المناخية”.

ولفتت الجمعية الكويتية لحماية البيئة في بيانها الى ان “البحر تعرض لتقلبات من ارتفاع وانخفاض والدلائل كانت موجودة بشكل واضح بمنطقة الخيران على شكل ثلاثة مرتفعات أقدمها كان موجودا جنوب الخور المفتح ويختلف الأول والثاني عن المرتفع الثالث بالتكوين الصخري وهم عبارة عن ترسيب من الحجر الجيري البطروخي والحجر الجيري البطروخي الكوارتزي والتي هي عبارة عن حبيبات من كربونات الكالسيوم المترسبة كحبيبات كروية الشكل. مثل هذه الرواسب تحتاج الى مياه البحر للترسيب وهي بعيدة عن البحر اليوم بما لا يقل عن 500 متر”، مؤكدة على ان “تلك الأضلاع الصخرية الثلاثة بصخورها تمثل تاريخا يحكي الأحداث الجيولوجية التي مرت على المنطقة وتحمل في طياتها الأحافير البحرية والتي لم يبق منها بعد استغلال الأراضي للمشاريع الجديدة، من المفترض المحافظة على بقايا منها في المتاحف الحديثة”.

ودعت جمعية البيئة الى “إبقاء الطبقات الصخرية محفوطة للعلماء والباحثين كونها ثروة علمية حتى يمكن استغلالها للجامعات في العالم أجمع، هي تحوي على قواقع وأصداف محفوظة في طبقات الصخور الرسوبية الرملية والتي تدل على وجود السواحل قريبة من ذاك المكان والتي تبعد في زمننا هذا مالا يقل عن 500 متر لم يبق منها ما يحكي لنا اليوم عن زمان مضى”.