نظمت الجمعية الكويتية لحماية البيئة بالتعاون مع قسم العلوم في كلية التربية الأساسية، ضمن الخطة البرامجية لبرنامج المدارس الخضراء بالجمعية، محاضرة علمية بعنوان “المحميات الطبيعية والتنوع الأحيائي في البيئة البرية” وقدمتها الدكتورة نادية مراد من قسم العلوم بالكلية. ويهدف البرنامج من خلال المحاضرات والورش العلمية في البرنامج إلى تمكين الطلاب من تطوير مهارات التفكير النقدي وحل المشكلات، بالإضافة إلى فهم أعمق للتفاعلات بين العلوم والطبيعة وتأثيرها على البيئة والمجتمع.
وصرح الدكتور قيس مجيد رئيس قسم العلوم بكلية التربية الأساسية إن المحاضرة تناولت المحميات الطبيعية بمفهومها الشامل، حيث يتم اختيارها على أساس التضاريس الموجودة بها، ومن ثم يتم تحديدها بسياج لحماية الكائنات بها، مع إمكانية إضافة بعض الكائنات المستوطنة التي تستطيع التكيف مع بيئة المحمية، ومراعاة عدم إدخال كائنات غازية أو غير مستوطنة”.
وأضاف د. قيس مجيد إلى أن “تدهور التنوع الأحيائي يؤدي إلى أضرار بيئية خطيرة الامر الذي يؤثر على سلامة الانسان واستمراريته، وأن مواجهته هو جزء من رؤية الكويت 2035، حيث تسعى الكويت للحفاظ على مواردها البحرية والبرية بشكل مستدام، مما يعزز الاستدامة البيئية ويحد من تدهور التنوع الحيوي، وقد أحرزت الكويت تقدماً في هذا الصدد بفضل جهود المتخصصين”.
وفي ذات السياق، فقد أكد الدكتور قيس مجيد أن ازدهار الحياة النباتية والحيوانية على اليابسة يتوقف على قدرة الكائنات على التكيف مع التحديات البيئية، مثل التغيرات المناخية ونقص الموارد. وأن تزايد التوسع العمراني يزيد من هذه التحديات ويؤثر سلباً على التنوع الحيوي، خاصة في المناطق الساحلية. وللمحافظة على هذا التنوع فإنه يجب الحد من تأثيرات النشاط البشري، بوضع خطط للتوسع العمراني تراعي الحمولة البيولوجية لكافة المناطق، مع تنظيم أنشطة الرعي بما يضمن الحفاظ على التوازن البيئي، وحماية التنوع البيولوجي واستدامته.
ومن جانبه، أشار نواف المويل منسق البرامج بمركز صباح الأحمد للتدريب البيئي المتخصص بجمعية البيئة إلى أن “التدريب هو عملية أساسية لنقل المعرفة وتطوير المهارات، ويعتبر دمج مواد العلوم ومحاكاة الطبيعة في التعليم خطوة حيوية لتعزيز فهم الطلاب وتعلمهم بشكل فعال. وإن دمج مواد العلوم ومحاكاة الطبيعة في التعليم يساهم في تحفيز الفضول وتعزيز الاستكشاف، مما يؤدي إلى تحسين تجربة التعلم وتحقيق نتائج أكثر فعالية”.
كما أضاف نواف المويل: “أن برنامج المدارس الخضراء قد حقق في نسخته الرابعة عشر للعام الدراسي 23/24 نجاحاً ملحوظاً من خلال تمكين الطلاب من تطبيق المفاهيم النظرية التي اكتسبوها في سياقات عملية واقعية، مما ساهم في تعميق فهمهم للعلاقة بين العلوم والطبيعة وتأثيرها على البيئة. وبفضل التدريب العملي والتفاعلي، تمكن الطلاب من تطوير مهاراتهم العملية والتحليلية، وتعزيز قدراتهم على اتخاذ القرارات المستنيرة في مجال حماية البيئة والمحافظة على الموارد الطبيعية”.