عقب فريق رصد وحماية الطيور بالجمعية الكويتية لحماية البيئة على تأثير الظواهر والعوامل الجوية والطبيعية على هجرة الطيور والتي مرت بها البلاد أخيراً بالإشارة إلى أنه “في حالات ارتفاع نسبة الرطوبة أو هبوب الرياح المعاكسة فإن أعداد الطيور المهاجرة تكون أقل بكثير مقارنة بالظروف المثالية، وذلك لعدم قدرتها على مواصلة الهجرة في تلك الظروف”، هذا ما أكده محمد شاه رئيس فريق رصد وحماية الطيور بالجمعية الكويتية لحماية البيئة.
وأوضح شاه في تصريح صحافي “تؤثر هذه العوامل بشكل مباشر على تحديد أوقات حركة الطيور أثناء الهجرة، ويلاحظ الراصدون في الكويت هذا الأمر بشكل واضح، فبعد هبوب الرياح الشمالية في فصل الخريف، يتم رصد أعداد كبيرة من الطيور المهاجرة، خاصة الكبيرة منها مثل الجوارح والنسور، والتي تعتمد بشكل أساسي على الرياح في طيرانها، فهي لا ترفف كثيراً كالطيور الصغيرة لكبر أجنحتها، وإنما تبسطها وتستغل الهواء الساخن الذي ينبعث من الأرض إلى الأعلى، فتستخدمها لترتفع بها عالياً وهي تحوم بشكل دائري، ومن ثم تستغل اتجاه الرياح لتكمل طريقها نحو وجهتها”.
ومن جانبه لفت عضو الفريق محمد الحضينه إلى أن “الرطوبة تلعب دوراً سلبياً في تأثيرها على الطيور المهاجرة، فزيادة نسبة الرطوبة في الجو تعيق عملية الطيران، حيث تجعل الهواء أكثر كثافة، مما يزيد من الجهد المطلوب للطيران والذي بدوره يقلل من كفاءة رحلتها ويزيد من معدلات الإرهاق والتعب، وكذلك الرياح المعاكسة تؤدي إلى إبطاء حركة الطيور وزيادة استهلاك طاقتها بشكل كبير، مما قد يجبرها على البقاء في مكان واحد لفترات طويلة بينما، الرياح الخلفية تدعم حركتها وتساعدها على الطيران لمسافات أطول بمجهود أقل”.
وذكر الحضينه: “في بعض الأحيان تضطر الطيور إلى الهبوط وعدم إكمال رحلتها وذلك للحفاظ على نسبة الدهون المخزنة في جسمها والتي تحرقها خلال الطيران لمسافات طويلة وتبقى إلى أن تتحسن الظروف الجوية وتنخفض نسبة الرطوبة، وتستطيع الطيران دون جهد إضافي تبذله”، مبينا أن “عدسة محمد الحضينه عضو فريق رصد وحماية الطيور رصدت العديد من الطيور المهاجرة التي وفدت إلى البلاد وتأثرت بالعوامل الجوية خاصة ارتفاع نسبة الرطوبة وشدة الرياح، ومن تلك الطيور المرصودة في هذا السياق عقبان “البادية ونساري ومُسيرة أو المنتعلة”.
ونوه محمد شاه رئيس فريق رصد وحماية الطيور بجمعية البيئة إلى القول “تعتبر هجرة الطيور من الظواهر الطبيعية المذهلة التي تحدث في عالمنا، وتعد الكويت واحدة من المحطات الأساسية للطيور المهاجرة بسبب موقعها الاستراتيجي في شمال غرب الخليج العربي، ويحتضن هذا الموقع ثلاثة مجالات للطيور، المجال الآسيوي والأوروبي وكذلك أطراف من المجال الهندي والذي تم تقسيمه وتحديده من قبل العلماء لتصنيف الطيور وأنواعها وتواجدها.
وختم شاه بالقول “لأن أغلب الطيور غير المائية القادمة من آسيا الوسطى وسيبيريا لا تفضل عبور البحار، فإنها تفضل المرور بدولتنا الحبيبة الكويت مبتعدة عن عبور البحر، حيث تمر بأجواء الكويت العديد من الأنواع المختلفة من الطيور خلال رحلاتها الموسمية في فصلي الخريف والربيع، فتواجه هذه الطيور المهاجرة العديد من التحديات خلال رحلتها في الذهاب إلى الجنوب في فصل الخريف، والعودة إلى مواطن تفريخها في الشمال في فصل الربيع، ومن هذه التحديات الأحوال الجوية، بما في ذلك ارتفاع نسبة الرطوبة وتغير اتجاه الرياح”.