اعتبرت الجمعية الكويتية لحماية البيئة أن “الهدف العام للتربية البيئية هو تمكين الأفراد ليصبحوا مواطنين بيئيين مسؤولين وملتزمين بالمحافظة على البيئة والمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة، حيث يمكن للتعليم تزويد الأفراد بالمهارات اللازمة للتعامل مع التغير المناخي، مثل فهم أساليب الاستدامة والحفاظ على الموارد الطبيعية وتطوير تقنيات بيئية وتحسين البنى التحتية لاستقبال التغيرات والتدريب على مواجهتها وتمكين المجتمعات الأكثر هشاشة على التعامل معها”.
وأعلنت جنان بهزاد أمين عام الجمعية عن إطلاق الموسم الرابع عشر من برنامج (المدارس الخضراء) بالتزامن مع العام الدراسي بالتنسيق مع وزارة التربية، كاشفة عن أنه سيكون مدمجا بين التقديم بالحضور الواقعي للمدارس ومركز الجمعية التدريبي إلى جانب ورش عمل الكترونية متخصصة من خلال تقنية (زووم).
وأكدت بهزاد، التي تتولي إدارة البرنامج، أن “النسخة الرابعة عشرة للبرنامج تأتي استكمالا لدوره في التوعية والتدريب العلمي والعملي وضمانة لاستمرارية التعليم والتدريب عبر مجموعة واسعة من مواد التعلم المتاحة للوصول للمعلومات البيئية من القضايا البيئية الحديثة والمعززة للتعليم اللاصفي”، لافتة إلى أن التسجيل في البرنامج إلكترونيا، مؤكدة ان “البرنامج يشمل إدارة المخلفات الصلبة والمنزلية، والطاقة وتوفيرها، والمحافظة على المياه، وتغير المناخ، بالإضافة إلى محاور التنوع البيولوجي: الطيور، النباتات المحلية، المناطق المحمية، التنوع البيولوجي البحري، وقانون حماية البيئة الكويتي”.
وذكرت أن البرنامج سيتضمن هذا العام محور التدريب على تغير المناخ وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، مضيفة: “تقدم الجمعية التوعية والتعريف بمخاطر وآثار التغير المناخي على العديد من مجالات الحياة، موضحة أن البرنامج التربوي التوعوي السنوي (المدارس الخضراء) متعدد المحاور الهادفة إلى نشر صحيح المعرفة والثقافة البيئية وغرس قيم المواطنة البيئية والتطوع البيئي بين فئات الناشئة والشباب، هو أحد الروافد العلمية والتوعوية الموجهة لفئة الطلبة والذي يسلط الأضواء على القضايا البيئية المختلفة ومنها التنوع الأحيائي بكل عناصره”.
وأشارت بهزاد إلى أن “برنامج المدارس الخضراء يتضمن العديد من الموضوعات والفعاليات والنشاطات في مجالات التوعية البيئية والتي تسهم في تنمية وتعزيز المواطنة الفعالة لدى النشء، وتشجيع العمل التطوعي البيئي في المجتمع المدرسي، كما تعمل الجمعية على إثراء البرنامج وتعزيزه بالموضوعات المستجدة في العمل البيئي الوطني، عاما تلو الآخر، تحقيقا للمزيد من الفائدة المرجوة”، موضحة “المواضيع التي يشملها البرنامج يقوم بتغطيتها أساتذة مختصون من أعضاء الجمعية في المجال المحدد للموضوع، وأن النسخة السنوية من برنامج المدارس الخضراء يشارك بها نحو ألفين طالب وطالبة من مدارس وزارة التربية ومدارس التعليم الخاص، بالإضافة إلى اللقاءات عبر زووم مع المعلمين والمعلمات والطلبة والطالبات المشاركين في الفعاليات”.
وأوضحت أن “محاور برنامج المدارس الخضراء تتنوع ما بين ورش عمل وحلقات نقاشية ودورات تدريبية والمشاركة في فعاليات ومعارض ذات علاقة فضلا عن تنظيم زيارات ميدانية وحقلية للمواقع البيئية في البلاد”، لافتة إلى أن “الفعاليات تتضمن أنشطة لتعزيز تطبيق قانون حماية البيئة في المدارس والتوعية بأهمية التصدي لمسببات التغيرات المناخية على الصعيد الشخصي للطالب وللمدارس كمؤسسات مشاركة في التعليم والتدريب”.
وشددت جنان بهزاد على أن “التعليم هو أداة قوية لتمكين الأفراد والمجتمعات للتعامل مع التحديات البيئية مثل التغير المناخي، ويمكن للمدارس والجامعات تعزيز الوعي بقضايا التغير المناخي وأثرها على البيئة والمجتمع، ومن الصعب أن يتم فصل العلم اليوم عن الواقع الذي يعيشه الطالب خاصة في المناطق المتضررة من آثار تغيرات المناخ، يمكن أن تُدرس المدارس والجامعات مفاهيم التغير المناخي والعلوم المتعلقة به وأهمية اتخاذ إجراءات للحد من تأثيراته”.
وختمت “في السنوات الأخيرة، تزايد الاهتمام بطلب مواضيع التغير المناخي والاستدامة في برنامج المدارس الخضراء نتيجة الحاجة الملحة لدعم مناهج التعليم لتعزيز التوعية بقضايا التغير المناخي وضرورة دمج الاستدامة في التعليم”.