نظمت الجمعية الكويتية لحماية البيئة حملة تنظيف شاطئ البلاجات بمنطقة السالمية بالتعاون مع ستين شابا وفتاة من جنسيات مختلفة مشمولين بفريق تطوعي بسلسلة” كاف كافيه” وفريق عمل “بريسم أدفنجرز” لتنظيم المغامرات، وذلك في رمزية تعزز المشاركة المجتمعية التوعوية لبرنامج “سفاري الشواطئ” بالجمعية.
وأكد نواف المويل عضو الجمعية ومنسق برنامج سفاري الشواطيء أن عملية تنظيف شاطئ البلاجات تندرج ضمن المراحل الميدانية لبرنامج سفاري الشواطئ والتي نفذ خلالها ستون شابا وفتاة من المتطوعين، الذين يمثلون سلسلة مطاعم “كاف” وفريق عمل “بريسم أدفنجرز” لتنظيم المغامرات، عملية المسح الشاطئي للتخلص من النفايات والمخلفات حفاظا وحماية لنظافة هذا الشاطئ المكتظ برواد من مختلف الجنسيات، مضيفا ان ذلك يتسق مع محاور برنامج «سفاري الشواطئ» الذي يتضمن إلى جانب المحور التوعوي المجتمعي رحلات ميدانية توثق المكونات الحية وغير الحية للشواطئ الكويتية والاهتمام والمحافظة عليها من خلال أنشطة وفعاليات مع المختصين والمتطوعين في المجال البيئي، فضلا عن مجموعة من الندوات والمحاضرات وورش التنفيذية والتطبيقية.
وأوضح المويل أن «البرنامج يشمل في أنشطته التوعية بأهمية الشواطئ ومراقبتها إضافة إلى الخطط لإدارة السواحل والتقارير العلمية الخاصة بهذا الشأن، ولعل أبرز ما جاء في مجهودات الجمعية في ذلك ما وضعته من برامج تتوازى فعالياتها لتتلاقى في بوتقة النتائج المأمولة بنشر صحيح التوعية من خلال النشر في وسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، فضلا عن التوعية المدرسية في طابور الصباح والعروض المرئية والمحاضرات العلمية وورش العمل والزيارات الطلابية لمقر الجمعية للمشاركة في برامج وأيام بيئية ولمواقع بيئية خارجية سواحل وشواطئ ومحميات»، مضيفا أن البرنامج معني بالتوعية المجتمعية من خلال المشاركة بمعارض ومؤتمرات تخصصية بإصدارات توعوية ونشر توصيات الاستبيانات بوسائل الإعلام وتنظيم فعاليات مجتمعية بمقر الجمعية وجهات أخرى مع توسيع المشاركات المجتمعية بكافة الأعمار.
ولفت إلى ان مثل تلك الحملات الشبابية والتطوعية تشارك في رفع المواطنة البيئية وتثقيف النشء على أهمية مكافحة أسباب الملوثات في العالم بما ينعكس بصورة مباشرة على جودة المرافق العامة والبيئة الطبيعية، مبينا ان برنامج سفاري الشواطئ يركز من خلال حملته ضد نفايات البلاستيك بالحد من استخدام البلاستيك الغير قابل للتدوير أو للتحلل مسببا تلوثا ناتج عن انتهاء تلك النفايات في البيئة.
وأفاد عضو جمعية البيئة ان “النفايات البلاستيكية لدينا تنتشر في البر والبحر، ولا أحد يعلم كم من الوقت سيستغرق حتى تختفي، ولكن على الأقل مئات السنين، ولا يمكن اهمال ضرر تلك النفايات على التنوع الطبيعي والاحياتي فلا يمكن للكثير من الكائنات البحرية التمييز بين المواد البلاستيكية الشائعة عن المواد الغذائية”، مضيفا ان “الحيوانات التي تأكل البلاستيك غالباً ما تتضور جوعاً لأنها لا تستطيع هضم البلاستيك وتملأ معدتها ، وتمنعها من تناول طعام حقيقي، وبمجرد النظر الى كمية البلاستيك الذي ينتجه الفرد الواحد، سيجد الكثير مما يستطيع تجنبه ويمكن البدأ في الاستغناء عنها بخطوات بسيطة من خلال تغيير العادات اليومية. تمثل النفايات الصلبة البلاستيكية في الكويت نسبة 13.4 ٪ من النفايات، أي ما يعادل حوالي 15000 طن من البلاستيك في السنة”.
مؤكدا ان “عدم اغفال المايكروبلاستيك هذا المصطلح المستحدث والذي اخذ شهرة واسعة ويعني الجسيمات الصغيرة من البلاستيك وهي بحجم قطر اقل من 5 ميليمتر ويعود نشأتها الى عدة مصادر من البلاستيك”، ومنوهًا إلى ما يلي ” نحن نستخدم المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد لكل شيء تقريبًا ، بدءًا من علب مواد التنظيف والاكواب البلاستيكية وحتى بعض اكياس تخزين الاطعمة واكياس الجمعيات التعاونية ومن خصائص هذا النوع من البلاستيك هو ما يضمن له بالاستمرار بالبيئة لسنوات عديدة تصل إلى مئات السنين”، مضيفا “ان التحدي اليوم لا يعني التخلص من البلاستيك تماما انما بايجاد البدائل الاكثر أمانا وتقليل استخدامها حيث المستطاع. الكثير يقترحون الحلول باعادة التدوير او المواد القابلة للتحلل السريع ولكنها في كل الحالات لها نتائج مماثلة فهي بالنهاية تبقى كمادة غير قابلة لاعادة الاستخدام ومصيرها المعروف الى مرادم النفايات ان وصلت لها ولم تضيع في سلسلة البقايا من النفايات في البيئة الطبيعية”.
وأشار نواف المويل إلى أن “النفايات التي تصل إلى البحار هي عابرة للحدود وسوء إدارة النفايات الصلبة يعني وصولها إلى البيئة المجاورة والتي قد تصل إلى مسافات بعيدة ويزيد من عمرها الافتراضي في أماكن أخرى”، مضيفا أن “النفايات البحرية تهديدات بيئية واقتصادية وصحية وثقافية، بما في ذلك تدهور الموائل والنظم الإيكولوجية البحرية والساحلية التي تتكبد خسائر اجتماعية اقتصادية في القطاعات البحرية. التعاون يتطلب مشاركة أصحاب جميع أصحاب المصلحة في جميع القطاعات والمجتمع المدني للتغلب على نظم الاستهلاك والتخلص منها ومعالجة النفايات البحرية في المصدر وفي البحر”، مؤكدا على “أننا بحاجة إلى تشريع يلزم بالتخلص التدريجي من البلاستيك واستبداله بالبدائل الصديقة للبيئة، نحن لا نقترح فرض حظر تام على البلاستيك، فبعض المواد البلاستيكية ضرورية أو يصعب استبدالها”، ومبينا أنه “في مثل هذه الحملة تترابط الاهداف من أجل تحقيق الاهداف بحلول عام 2030 وفي وقف استخدام البلاستيك الغير ضروري في المنتجات والبضائع علاج لاكبر التحديات التي تواجهنا في تطبيق اهداف التنمية المستدامة 11 و12 و14 و15 (المدن والمجتمعات المستدامة والإنتاج والاستهلاك المسؤول والحياة تحت الماء والحياة على الأرض).