Kuwait Environment Protection Society

دراسة للجمعية عن الحالة البيئية للمسطحات الطينية بدولة الكويت

دعت الجمعية الكويتية لحماية البيئة إلى الالتزام باحتياطات يجب الأخذ بها عند قضاء بعض الوقت على الشواطئ، وفي مقدمتها معايير الأمن والسلامة خاصة في المناطق ذات الطابع الطيني كالسواحل الشمالية المفتوحة لدولة الكويت، فضلا عن استخدام المناطق العليا من الشاطئ فوق علامة المد العالية لممارسة الأنشطة الرياضية، وذلك حفاظا على مواطن الحيوانات التي تعيش في المناطق المتدنية من الشاطئ أو إلحاق الضرر بمن يقف فوق بيوتها.

وأكدت جنان بهزاد أمين عام الجمعية بأنها وثقت بالرصد والتصوير في دراسة علمية المسطحات الطينية في الشواطئ بالبلاد مشمولة بصفاتها البيئية والمحاذير والإرشادات الأمنية الواجب الالتزام بها حفاظا على موائلها البيئية وسماتها الفطرية، مشيرة إلى أن “من أجمل المظاهر التي تبرز جمال تلك الشواطئ وروعتها ظاهرة المد والجزر التي تكشف عن أنواع مختلفة من الشواطئ في البلاد، وتعتبر واحدة من أكثر الموائل إنتاجية في دولة الكويت. وهي تحتوي على العديد من الموائل المختلفة التي تدعم حياة بحرية غنية ومتنوعة للكثير من الكائنات البحرية، وكما أنها توفر حاضنات هامة للعديد من الكائنات الحيوانية ذات الأهمية الاقتصادية، مثل الأسماك والروبيان، وهي كذلك مصدر رئيسي للغذاء”.

وأوضحت بهزاد أن “المسطحات الطينية التي تقع داخل جون الكويت تتميز بانحدار قليل وترسبات من الطين و(الغرين) لأنها منطقة شبه مغلقة وتصلها المياه عند المد الاعلى. وتوجد المواد العضوية بوفرة بين حبيبيات رسوبياتها، ولقد أدى سكون مياهها وعدم وجود الفراغات بين حبيباتها الدقيقة إلى افتقار رسوبياتها لعمليات التغيير السريع للأوكسجين. ويتميز بلون أسود أو رمادي وطين له رائحة كبريتيد الهيدروجين”، مضيفة : “بعد المسطحات الطينية بمسافة لا تزيد عن عشرات الامتار تنتشر سبخات ورواسب ملحية على سطح الارض وتمتد حتى المنطقة المقابلة المصنفة بمنطقة صحراوية. وجميع تلك المناطق مشبعة بالمياه وبذلك هي رطبة وغير مناسبة للمشي عليها أو المرور عليها بالسيارات”.

ودعت إلى “الانتباه إلى الأماكن المخصصة للسباحة، وتجنب الأماكن التي يمنع فيها السباحة لتلوثها أو وجود دوامات مائية غير آمنة للسباحين، وبالتأكيد تجنب المشي أو التنقل بالسيارة في الأماكن الغير معبدة أو مخصصه لذلك، إن خطورة المسطحات الطينية تكمن في طبيعتها الرطبة والتي تساعد على الغوص فيها، وكذلك التأكد من أوقات المد والجزر قبل الذهاب على الشاطئ فالمياه تغطي المسطحات الطينية في حالة المد بسرعة بحيث لا تسمح لك بالهروب منها لو كنت لا تجيد السباحة، والاتصال على الأرقام المخصصة بالنجدة بأسرع وقت ممكن واحذر التصرف بنفسك فيما تجهله خاصة عند رؤيتك لغريق أو في حال وجدت أجسام غريبة على الشاطئ”.

وبينت أن “المناطق التي يحدها حد المد الأعلى والجزر الأدنى، تعيش فيها الكائنات الحيوانية الشائعة، وهي تنقسم إلى مناطق رملية، صخرية، طينية ومختلطة، وكل منها يتجزأ إلى الأعلى مد والوسطى والأدنى الجزر. التنوع والوفرة لهذه الكائنات دائما ما يكون أكثر في منطقة الأدنى جزر ويليها الوسطى وأقلهم على الاطلاق هي منطقة الأعلى مد. وتحتضن المناطق الصخرية تنوعا أكثر من المناطق الرملية والطينية”، لافتة إلى أن “المد والجزر، ظاهرتان طبيعيتان تحدثان لمياه البحر، والمحيطات حسب التأثيرات المجتمعة لقوى جاذبية القمر والشمس ودوران الأرض حول محورها”.

وذكرت بهزاد أن “المد هو ارتفاع وقتي تدريجي في مياه البحر، أعلى مد أو السجي هو أحد طرفي ظاهرة المد والجزر المعروفة، ويطلق على الفترة الزمنية التي يكون فيها ماء البحر يغطي على المناطق الساحلية المجاورة إذا كانت منبسطة الامتداد أو تعلو إلى جانبها إذا كانت على هيئة جروف. وفي أعلى مستوى له يسمى بالمد العالي، وفي اللهجة الكويتية “الطفوح”، ويقال الماية طفوح إذا كان المد عاليا”، وأن الأرض التي كانت تغطيها المياه في وقت الجزر (الثبر: باللهجة العامية) والفترة التي يظهر فيها المد هي ست ساعات تعقبها ست ساعات أخرى للجزر، ويحدث مدان وجزران خلال 24 ساعة”.

وحول ما يميز الشواطئ الشمالية لجون الكويت، قالت أمين عام جمعية البيئة “ألوانها الغامقة نتيجة كثرة الطين فيها بينما تغلب على الشواطئ الجنوبية الالوان الفاتحة أو البيضاء، ومكونات الشاطىء تختلف بحسب الموقع ونوعية الرواسب فيه كما تؤثر أمواج البحر وحركتها في تحديد نوعيته ومورفولوجيته لذلك فإن المنطقة الطينية أو ما يسمى بالمسطحات الطينية (mud flats) تقع في المناطق المحمية من الأمواج وتتميز بليونة طبقاتها، وتتغير أحجام حبيبات رسوبياتها من الغرين إلى خليط من الغرين والرمل. وتبقى طبقاتها نسبياً ثابتة نظراً لعدم تأثير الأمواج عليها، لذا تفضلها الكائنات الحية عن الشواطئ الرملية المعرضة للموج”.