نظم كل من مركز صباح الأحمد للتدريب البيئي وبرنامج “المدارس الخضراء” بالجمعية الكويتية لحماية البيئة بالتعاون مع وزارة التربية ورشة عمل خبراء لمناقشة أهم القضايا والمواضيع المتعلقة بتغيرات المناخ، بمشاركة 170 معلما ومعلمة للتحضير لمؤتمر قمة المناخ cop 28 المزمع عقدها بدولة الامارات العربية المتحدة.
ولفتت جنان بهزاد الأمين العام ومديرة البرامج والانشطة بجمعية البيئة ان “الورشة تم افتتاحها بمقدمة عن التغيرات المناخية ومن ثم توزيع استبانة على المشاركين وجمع الاراء عن قضية التغير المناخي ودور المعلم في مواجهة التحديات”، مؤكدة أن الورشة ضمت 7 محاضرات قدمها نخبة من الخبراء الكويتيين المعنيين بمجال التغير المناخي والتربية البيئية.
معلنة أن الدكتور غانم السليماني تناول في محاضرته “دور وزارة التربية في دعم الانشطة التربوية والثقافية للتوعية بالمواضيع البيئية والعلمية المتجددة مثل مواضيع التغيرات المناخية”، فيما قدم الدكتور حسن دشتي محاضرة حول التغيرات المناخية (المفهوم التحديات والحلول)، فضلا عن محاضرة “الموارد المائية في المناطق الجافة في ظل تغير المناخ: التكيف والحلول” والتي قدمها الدكتور حامد عيدان.
وبينت بهزاد أن “سلسلة المحاضرات تواصلت بمحاضرة “التعرف على المناطق عالية الخطورة للسيول والفيضانات في ظل تغير المناخ العالمي” وقدمتها الدكتورة زهراء العلي، وقدم الدكتور نواف المطيري محاضرة حول التأثير البيئي والاقتصادي لارتفاع مستوى سطح البحر على دولة الكويت، علاوة على تأثير فصول السنة على نمط هجرة الطيور والتي تناول خلالها دكتور ناصر الدين أسد الله هذا المحور البيولوجي، ومن ثم جلسة طرح الاسئلة والاستفسارات ومناقشة التوصيات والمقترحات وصياغتها”.
وفي سياق متصل، وعلى هامش الورشة، أوضحت جنان بهزاد أن الربط بين التغير المناخي والتربية والتعليم ساد فعاليات الورشة، مشيرة إلى ان “التغير المناخي والتربية والتعليم هما مجالان مترابطان بشكل كبير. التغير المناخي يمثل تحديًا هامًا للعالم بأسره ويؤثر على مجموعة واسعة من القضايا بما في ذلك البيئة والاقتصاد والصحة العامة. إذا تم التعامل مع التغير المناخي بشكل فعال، يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على البيئة والمجتمعات. يجب أن تكون التعليم متكاملًا في جهود مكافحة التغير المناخي والمحافظة على كوكب الأرض للأجيال القادمة”.
وذكرت “التعليم هو أداة قوية لتمكين الأفراد والمجتمعات للتعامل مع التحديات البيئية مثل التغير المناخي. والتربية البيئية هي عملية تعليمية تستهدف زيادة الوعي والفهم بشأن البيئة وقضاياها وتعزيز السلوكيات والممارسات البيئية المستدامة. يمكن للمدارس والجامعات تعزيز الوعي بقضايا التغير المناخي وأثرها على البيئة والمجتمع. ومن الصعب أن يتم فصل العلم اليوم عن الواقع الذي يعيشه الطالب خاصة في المناطق المتضررة من اثار تغيرات المناخ. يمكن أن تُدرس المدارس والجامعات مفاهيم التغير المناخي والعلوم المتعلقة به وأهمية اتخاذ إجراءات للحد من تأثيراته”.
مبينة أن “الهدف العام للتربية البيئية هو تمكين الأفراد ليصبحوا مواطنين بيئيين مسؤولين وملتزمين بالمحافظة على البيئة والمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة. يمكن للتعليم تزويد الأفراد بالمهارات اللازمة للتعامل مع التغير المناخي، مثل فهم أساليب الاستدامة والحفاظ على الموارد الطبيعية وتطوير تقنيات بيئية وتحسين البنى التحتية لاستقبال التغيرات والتدريب على مواجهتها وتمكين المجتمعات الأكثر هشاشة على التعامل معها”.
وأشارت جنان بهزاد الى ان “الجامعات والمؤسسات التعليمية تساهم في الدور الحاسم بدعم البحث والابتكار في مجال مكافحة التغير المناخي وتطوير التقنيات الجديدة والحلول. تطويع جهود الشباب في مكافحة تغير المناخ تأتي من الوعي بالقضية والحاجة للمشاركة المجتمعية في مشاريع بيئية ومبادرات لتحفيز السلوك المستدام. يمكن تحقيق برامج السلوك المستدام من مباني المدارس والجامعات وتعويد الطالب على ترشيد استهلاك الموارد والاعتماد على وسائل النقل المشتركة لتقليل البصمة البيئية وايضا يعود على جودة الهواء والازدحام المروري باالفائدة المباشرة”.
وأضافت أمين عام جمعية حماية البيئة “في السنوات الأخيرة، تزايد الاهتمام بطلب مواضيع التغير المناخي والاستدامة في برنامج المدارس الخضراء نتيجة الحاجة الملحة لدعم مناهج التعليم لتعزيز التوعية بقضايا التغير المناخي وضرورة دمج الاستدامة في التعليم، وعلى الرغم من القلق المتزايد بشأن التأثيرات البيئية والمناخية في العالم وتأثرنا المباشر في دولة الكويت بالاحساس بارتفاع درجات الحرارة وتعرض المنطقة لهجمات متطرفة من العواصف الغبارية وزخات من الأمطار الغير مسبوقة ان الا الاهتمام بقضايا التغير المناخي في خطط مناهجها الوطنية فقير جدا. التغيرات المناخية غالبًا ما تُدرس في مواد مختلفة مثل العلوم، والجغرافيا، والبيئة”.