Kuwait Environment Protection Society

“طيور الكويت” تغرد استقبالا لأعضاء الجمعية

في جولة ميدانية قام بها فريق رصد وحماية الطيور التابع للجمعية الكويتية لحماية البيئة في محمية كبد التابعة لمعهد الكويت للابحاث العلمية، تمكن أعضاء الفريق المشاركون في الجولة الراصد طلال المويزري والراصد محمد الحضينة والراصدة عذاري بوحمد ورئيس الفريق محمد شاه ورافقتهم رئيسة فريق التصوير والتوثيق في الجمعية سميرة الخليفة، تمكنوا من رصد العديد من الطيور المهاجرة والعابرة والتي تستريح لبعض الوقت في المحمية خلال هجرتها الربيعية وأثناء عودتها إلى مناطق تعشيشها وتكاثرها في الشمال.

وقال محمد شاه، رئيس الفريق إن “المحمية استعدت جيداً لاستقبال ضيوفها وقد بدت بحلتها الجميلة حيث أغلب النباتات الصحراوية مثل العرفج والخزامى والشقاري التي تملأ المحمية وحتى بعض النباتات النادرة مثل الطربه ام قلاص قد اخضرّت وأزهرت ونثرت عطورها في جميع أرجاء المحمية، مما شجعنا على التوقف لبعض الوقت والتمتع بتلك الأجواء المنعشة، ولا سيما تغريد الطيور بأنواعها كل منها له نغمته الخاصة، منها التغريد ومنها المناداة للتعريف عن نفسها وعن مكان وجودها للإناث، لأن الربيع هو موسم التزاوج والتكاثر لأغلب الطيور، ومن بين تلك المناداة كان لطائر درسة الذرة أو الدرسة القمحية نداؤها الخاص مع بعض الحركات التي كانت تؤديها أثناء النداء، وقد كانت تعتلي نبات العرفج المزهر وتهز جناحيها وهي تتراقص وتنادي”.

وأضاف شاه: “أما الطيور التي قد بدأت بوضع بيوضها في الأعشاش فقد كانت تحاول إبعادنا عن أعشاشها، فالقوبعة (القبرة المتوجة الشائعة) من الواضح أننا اقتربنا كثيرا من عشها دون أن نلاحظ ذلك، فقامت باستخدام الحيل لابعادنا عن منطقة العش، فاصطنعت حيلة الاعرج، وبدأت تغرد وتنادي وتنفض وتنفش ريشها وتعرج حتى تشيح أنظارنا عن العش ونلتفت إليها تحسباً منها إذا كنا نشكل خطراً فإنها استطاعت أن تشيح أنظارنا عن عشها، ولم نلبث كثيرا حتى شاهدنا أم سالم (الورقاء أو المكاء) راقدة على بيضتين لها، وما أن اقتربنا تركت العش وابتعدت، فلم نستطع البقاء طويلا بقرب العش حتى لا تهجره، فالتقطنا صورة للعش وابتعدنا على الفور حتى تتمكن من العودة إليه”.

ومن جانبها، قالت سميرة الخليفة، رئيس فريق التوثيق والتصوير الفوتوغرافي بالجمعية: “عندما شاهدت البومة لم أتمالك نفسي للبقاء في السيارة فعادة عندما نرصد طيرا نبقى في السيارة حتى لاتهلع ونتمكن من تصويرها قبل طيرانها فلم أستطع البقاء في السيارة بسبب عدم وضوحها وسياستها في التمويه التي تتبعه حتى لا تكون واضحة للاعيان وكانت تتذرى خلف الأغصان فنزلت واقتربت بحذر شديد إلى الشجرة التي عليها البومة حتى تمكنت من تصوير تلك الصورة”.

وذكر الراصد محمد الحضينه “من الطيور التي تم رصدها في المحمية طائر الصرد مصاب بالمهق، حيث تحول ريشه إلى اللون الأبيض بالكامل، وقد كان بصحة جيدة، حيث كان يصطاد الحشرات ويقتات من صيده”، وأضاف: “كذلك تم رصد ثلاثة طيور من نوع بومة الأشجار (ثبج أوراسي) وأنواع أخرى عديدة من الفقاق أو الابلق كما تسمى باللغة العربية، وأخرى من البريقش (قليعي)، أما الزعره (النقشارة الشائعة) فقد تجاوز أعدادها الثلاثين، ولم نعد نعلم العدد الصحيح لها لأنها كانت منتشرة في جميع أرجاء المحمية”، وأوضح:”شملت قائمة الرصد واحد وثلاثين نوعا من الطيور منها المقيمة، ومنها المهاجرة ومنها الجارحة ومنها المغردة، ولا سيما طائر واحد من نوع التمير أو عصفور الشمس البنفسجي الذي بدأ بالانتشار في جميع مناطق دولة الكويت وبشكل ملحوظ”.